تمثل الأخلاقيات مجموعة القيم والأعراف والتقاليد المتعارف عليها بين أفراد المجتمع، وأخلاقيات البيئة مصطلح يعبر عن العلاقة التي تربط الإنسان بمحيطه الحيوي ( البيئة الطبيعية)، من ممارسات وتشريعات وقوانين وما في حكمها، ويشمل الجوانب الاجتماعية والدينية والاقتصادية والبيئة المعيشية ببعدها الجغرافي، وهذا يعني أن أخلاقيات البيئة تمثل الممارسات الأخلاقية بين بني البشر والبيئة المحيطة به، كما أنها تمثل العلاقات القيمية والمعنوية بين الإنسان والبيئة المحيطة به، وهي الطريقة الأمثل للعمل والسلوك الصحيح لحماية البيئة باعتبارها تطوعاً يفرضه الواجب وليس قسراً يفرضه القانون، مما ينعكس على قدرة الإنسان في الالتزام بما يؤمن به من سلوكيات إيجابية للحفاظ على البيئة ومكوناتها. ويواجه الوطن العربي العديد من المشاكل البيئية التي أصبحت تهدد موارده الطبيعية المحدودة بطبيعتها، ومن هنا تأتي أهمية التعامل السليم مع البيئة لضمان الاستدامة في عطائها للأجيال القادمة، لتعزيز وتشجيع تطبيق الممارسات الإيجابية نحو البيئة في الوطن العربي وتعميم مبادئها على مختلف شرائح المجتمع العربي، ونظراً إلى ما لأخلاقيات البيئة من دور أساسي في الحفاظ عليها من الانتهاكات والممارسات غير الأخلاقية، وحمايتها ودعم مفهوم الشراكة والتعاون بين جميع القطاعات العامة والأهلية لنشر الوعي والقيم والاتجاهات الإيجابية، والتعريف بها عبر وسائل التعليم والإعلام والتواصل المختلفة، وإدراجها ضمن مناهج التعليم، ويتأتى أهمية تفعيل هذا الدور كأولوية تتعاظم بمرور الوقت. وإدراكا من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، لأهمية هذا الدور، واستنادا إلى الإرث الحضاري من الأخلاقيات البيئية المتأصل في تراث وعقيدة المجتمع العربي عبر تاريخه الطويل والحاجة إلى استثماره في حماية البيئة العربية وتحسينها وفق أسلوب متطور، فقد رعت المنظمة، وبمساهمة عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية، الاجتماع الأول للخبراء العرب رفيعي المستوى، في مدينة طرابلس، ليبيا، خلال الفترة (19 – 21/6/2007)، وكان من أهم نتائجه وثيقة إعلان طرابلس تمهيداً لإنشاء "الشبكة العربية للأخلاقيات البيئية" واتخذت من طرابلس، ليبيا، مقراً لها. كما قامت المنظمة بالرعاية والمساهمة الفعالة في تنظيم الاجتماعات التي عقدت خلال الفترة (29 – 30/6/2008) في طرابلس، ليبيا، وخلال الفترة (7 – 9 /7/2009) في طرابلس، ليبيا، وخلال الفترة (6-9/12/2010)، في تونس، وخلال الفترة (5- 6/6/2013)، في طرابلس، ليبيا، لإعلان إطلاقها لتكون بيت خبرة عربي في مجالات الأخلاقيات البيئية مزودة بأحدث المعارف والتجارب العربية والإقليمية والعالمية، وإتاحتها للجهات المعنية والأفراد بصورة يتيح الاستفادة منها في عمليات التوعية بأهمية الأخلاقيات البيئية كوسيلة ناجعة لحماية البيئة والمحافظة عليها وتحسينها.