لما كانت الأخلاقيات البيئية هي الطريقة الأمثل للعمل والسلوك الصحيح لحماية البيئة باعتبارها تطوعا يفرضه الواجب وليس قسرا يفرضه القانون، فإن دورها في الحفاظ على البيئة في الوطن العربي وحمايتها أساسي يجب التأكيد عليه والتعريف به عبر وسائل التعليم والإعلام والتواصل المختلفة. وتأتي أهمية تفعيل هذا الدور كأولوية بسبب ما تتعرض له البيئة بالوطن العربي بمكوناتها المختلفة الطبيعية والصناعية والاجتماعية والثقافية من مهددات تتعاظم بمرور الوقت.
وإدراكا منها لأهمية هذا الدور
واستنادا إلى الرصيد الهائل من الأخلاقيات البيئية
المتأصل في تراث وعقيدة المجتمع العربي عبر تاريخه
الطويل والحاجة إلى استثماره في حماية البيئة
العربية وتحسينها وفق أسلوب علمي عملي متطور، فقد رعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمساهمة عدد من المنظمات العالمية والوطنية الاجتماع الأول للخبراء العرب رفيعي المستوى في مدينة طرابلس، ليبيا، خلال الفترة 19 – 21/6/2007 م وكان أهم نتائجه وثيقة إعلان طرابلس وانطلاق "الشبكة العربية للأخلاقيات البيئية"1.
كما قامت المنظمة بالرعاية والمساهمة الفعالة في تنظيم الاجتماعات الثاني (29 – 30/6/2008 م بطرابلس، ليبيا)، والثالث (7 – 9 /7/2009 م بطرابلس، ليبيا) والرابع (6-9/12/2010 م بتونس) لإعلان انطلاقها لتكون بيت الخبرة العربي في مجالات الأخلاقيات البيئية مسلحة بأحدث المعارف والتجارب العربية والإقليمية والعالمية وإتاحتها للجهات المعنية والأفراد بشكل مستمر للاستفادة منها في عمليات التوعية بأهمية الأخلاقيات البيئية كوسيلة ناجعة لحماية البيئة والمحافظة عليها وتحسينها.
تمثل الأخلاقيات مجموعة القيم والأعراف والتقاليد المتعارف عليها بين أفراد المجتمع، وأخلاقيات البيئة مصطلح يعبر عن العلاقة التي تربط الإنسان بمحيطه الحيوي ( البيئة الطبيعية)، من ممارسات وتشريعات وقوانين وما في حكمها